علاج الوسواس القهري بالماء

علاج

علاج الوسواس القهري بالماء

الوسواس القهري هو مرض ليس من السهل علاجه ، وفي بعض الأحيان يكون المريض في حاجة إلى علاج لفترات طويلة ، ولكن من الممكن السيطرة على أعراض المرض ووقف تأثيره على الحياة ، بشكل عام ، العلاج هو العلاج الدوائي أو العلاج النفسي ، أو الاعتماد على كليهما معا ، في علاج الوسواس القهري بالماء ، لا يعتبر طريقة علاجية فعالة ولا يمكن الوثوق بها فيه ، لأنه لا يقدم أي نتيجة مرغوبة.

ما هو الوسواس القهري

اضطراب الوسواس القهري هو أحد أنواع اضطراب القلق ، والذي يتجلى في تكرار الهواجس والمشاعر ، أو الأفكار غير المرغوب فيها ، مما يؤدي بالمريض إلى القيام ببعض السلوكيات والأفعال بشكل متكرر ، وتكمن المشكلة في عدم قدرة المريض على التوقف عن التفكير في مثل هذه الهواجس ، أو الامتناع عن هذه السلوكيات.

يؤثر الوسواس القهري أيضا على حياته وأنشطته الاجتماعية ، ومن أكثر الأمثلة شيوعا على هذا الاضطراب التنظيف المفرط والمستمر لكل شيء حوله خوفا من الملوثات والجراثيم ، وعادة ما يكون متوسط العمر الذي تبدأ فيه أعراض الوسواس القهري في الظهور لدى المريض هو تسعة عشر عاما.

أسباب الوسواس القهري

في الواقع ، لم يتم تحديد الأسباب الرئيسية للوسواس القهري بعد ، ولكن يمكن القول أنه غالبا ما يكون سببه العديد من العوامل النفسية والبيولوجية والجينية والبيئية ، وسنذكر أدناه أبرز أسباب الوسواس القهري:

  • العوامل الجينية: هناك العديد من الدراسات التي تم إجرائها والتي توضح أن هناك احتمال لرجوع السبب وراء الإصابة بالوسواس القهري أن يكون هناك أحد أفراد العائلة قريب للمريض قد أصيب بمثل هذه الحالة من قبل، ولكن لم يتم تحديد الجين المسؤول عن إصابة الشخص بذلك المرض إلى الآن.
  • العوامل السلوكية: حيث قد يربط المصاب بعض الأشياء والمواقف بالخوف، فيبدأ في اتباع سلوكيات وتصرفات معينة لتجنبها، وتقليل ما يرتبط بها من مخاوف، وهو ما قد يحدث بفترات التوتر الشديد أو القلق والتعرض للمِحن.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي: أوضحت بعض الدراسات والأبحاث أن وجود عدم اتزان أو اضطراب بمستويات السيروتونين (Serotonin) الناقل العصبي المسؤول عن تنظيم الذاكرة والقلق، والنوم والتركيز في جسم الإنسان، قد يعد هو السبب في الإصابة باضطراب الوسواس القهري، ويمكن أن ينتج طفرة بجين ناقل السيروتونين البشري (بالإنجليزية: Human serotonin transporter gene).
  • المناعة الذاتية: قد يصاب الإنسان باضطراب في جهاز المناعة، وهو ما يترتب عليه إنتاجه لأجسام مضادة تقوم بمهاجمة بعض الأجزاء في الدماغ، وتحدث تلك الحالة بعد التعرض إلى العدوى، وبالتحديد التهاب الحلق الذي ينتج عن الإصابة بالبكتيريا المكورة العقدية (بالإنجليزية: Streptococcal infections)، أو انفلونزا الخنازير، مما ينتج عنه ظهور الأعراض المرتبطة بالوسواس القهري خلال فترة تصل إلى أسبوعين تقريبًا من العدوى، خاصةً لدى من يملك الاستعداد الجيني نحو الإصابة بذلك.
  • العوامل البيئية: يرتبط التعرض إلى إصابات الدماغ الرضيّة (Traumatic brain injury) بارتفاع احتمالات الإصابة باضطراب الوسواس القهري، وقد بينت الدراسات إلى أن المعاناة من حالات الاكتئاب قد يتسبب في الإصابة بالوسواس القهري.

أمثلة على الوسواس القهري

ينقسم اضطراب الوسواس القهري إلى نوعين مرتبطين ، وهما الأفكار القهرية ، والتي تتكون في امتلاك فكرة من قبل شخص يتحكم في أفكاره ولا يستطيع التخلص منها ، وكذلك الأفعال القسرية التي تنبع عادة من الأفكار القهرية ، وتعتبر ناتجة عنها ، ومن الأمثلة على هذه الأفكار والأفعال ما يلي:

  • القلق حول غلق الأبواب.
  • الخوف من البكتيريا والجراثيم.
  • الخوف من إيذاء الشخص لنفسه أو للآخرين.
  • التفكير في أفكارٍ محرَّمةٍ أو أفكار غير مقبولةٍ اجتماعياً.
  • الاحتياج الملحّ لأن تكون الأشياء مرتبةً بطرقٍ وبترتيبٍ معين.
  • الوسواس حول غسل اليدين ونظافة الجسم، والاستحمام بشكل مستمر.
  • الترتيب الدائم وبشكلٍ متناسقٍ، وإعادة الترتيب إذا حدث خطأ بالخطوات.

علاج الوسواس القهري

هناك العديد من الطرق العلاجية المختلفة التي يمكن للأطباء اللجوء إليها ، بعضها أو كلها ، لعلاج مرضى الوسواس القهري ، ومن أهم وأبرز هذه العلاجات ما يلي:

العلاج الدوائي للوسواس القهري

تستخدم الأدوية النفسية في علاج مثل هذه الحالات ، حيث تساعد هذه العلاجات في تخفيف الأعراض المصاحبة للوسواس القهري وتحسين حياة المريض ، ومن أبرز هذه العلاجات مثبطات امتصاص السيروتونين (مثبطات امتصاص السيروتونين) ، وهي فعالة في هذه الحالة ، والأدوية المستخدمة لعلاج الوسواس القهري هي فلوفوكسامين (فلوفوكسامين) وسيرترالين (سيرترالين) وفلوكستين (فلوكستين).

عادة ما تستخدم هذه الأدوية بجرعات أعلى مقارنة بتلك المستخدمة في علاج حالات الاكتئاب ، وهناك حاجة إلى فترة من ثمانية إلى اثني عشر أسبوعا لظهور تأثيرها ، ويمكن أيضا استخدام ريسبيريدون (ريسبيريدون) ، جنبا إلى جنب مع الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات (مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات) ، وتحديدا كلوميبرامين (كلوميبرامين) في علاج مثل هذه الحالة.

يشار إلى أنه عند وصف هذه الأدوية ، يجب على المريض التحدث مع الصيدلي أو الطبيب لفهم آثارها الجانبية وفوائدها ، ومن الضروري الانتباه إلى الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض ، لتجنب أي تداخل أو تعارض دوائي بينها وبين ما تستخدمه من أدوية نفسية ، ويجب تنبيه المريض حول أهمية إيقاف الدواء فجأة دون التحدث إلى الطبيب ، لأن ذلك قد يؤدي إلى التعرض لآثار الانسحاب ، أو التعرض لتأثير الانتكاس.

العلاج النفسي للوسواس القهري

يعتبر الخضوع للعلاج النفسي فعالا لكل من الأطفال والبالغين المصابين بالوسواس القهري ، حيث يتم هذا العلاج في جلسات فردية أو عائلية أو جماعية ، وهناك العديد من العلاجات التي يتم تضمينها في هذا النوع والتي يتم استخدامها في هذه الحالة ، وأهمها التدريب على عكس العادة أو العلاج السلوكي المعرفي.

من أبرزها التعرض للوقاية من الاستجابات (التعرض والوقاية من الاستجابات) ، في حين أن علاج الوقاية من الاستجابات يتطلب الممارسة والجهد ، حيث أنه يقوم على تعليم الشخص الطريقة الصحيحة للتعامل والتعامل مع الأشياء والهواجس ، المرعبة ، ما يحدث من خلال التعرض المفاجئ للمريض إلى الاستجابات ، ومن بين هذه الاستجابات:

التحفيز العميق للدماغ

هناك بعض الحالات التي يتم فيها استخدام التحفيز العميق للدماغ ، عند فشل استجابة المريض لأنواع أخرى من العلاج ، وتعتمد هذه الطريقة على زرع قطبين كهربائيين في الدماغ ، وتتمثل مهمتها في تحفيز بعض أجزاء الدماغ بشكل متكرر ومستمر ، ولكن الآثار الجانبية والفوائد التي تنتج عن استخدام هذه التقنية على المدى الطويل لا تزال غير معروفة ، حيث لا تزال هذه التقنية في البحث والدراسة.

التأقلم والمساعدة الذاتية

هناك العديد من الوسائل والتقنيات التي يمكن للمريض استخدامها للتخلص من أعراض الوسواس القهري ، مما يسمح له بتخفيف أعراض هذا المرض ، ومن أهمها تقنيات الاسترخاء الشهيرة التي تتمثل في التصور والتدليك والتأمل واليوغا ، وكذلك اتباع أسلوب حياة صحي وتعلم طرق التعامل مع الأعراض في حالة ظهورها مرة أخرى.

المراجع

أحدث أقدم